روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | أحب فتاة من سني.. وأريد أن أبتعد عن هذا الحب الخاطئ

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > أحب فتاة من سني.. وأريد أن أبتعد عن هذا الحب الخاطئ


  أحب فتاة من سني.. وأريد أن أبتعد عن هذا الحب الخاطئ
     عدد مرات المشاهدة: 2146        عدد مرات الإرسال: 0

السؤال:

أنا أحب فتاه مثل عمري، لم أفكر أنها ستتزوج ذات يوم، لكن جاء هذا اليوم، أنا متعلقة فيها جدًّا جدًّا.. أتحدث معها طوال اليوم، كيف أنساها وأتقبلها كصديقة فقط لا غير، وأريد الزواج لأتوب عن ذنوبي وأمنع نفسي عن الحرام.. ماذا أفعل؟ أريد برنامجًا يبعدني عن هذا الحب الخاطئ، وأدعية للزواج.

الجواب:

أختي السائلة الكريمة، أشكرك بداية على جرأتك وصراحتك في طرح مشكلتك، وعلى ثقتك بالموقع وأهله، وإصرارك على إصلاح نفسك.

أما فيما يخص مشكلتك فهي ليست جديدة، بل ظاهرة منتشرة بشكل كبير بين الفتيات في مقتبل العمر، شائعة خاصة بالكليات ومدارس البنات، حتى تحوَّل الإعجاب بين الفتيات إلى ظاهرة مشينة، تطورت إلى مراحل سيئة من الشذوذ العاطفي والأخلاقي.

وظاهرة الإعجاب والحب التي تربط بينك وبين هذه الفتاة يختلف حكمها بحسب نوع هذا الحب وحقيقته، فإن كان لا يتعدَّى حدود الاحترام والتقدير، والارتياح النفسي، والتوافق الفكري، فهذا أمر جائز لا محظور فيه، أما إذا صاحبه أحوال وأعراض الحب والعشق والهيام والحزن والوله.. مما هو مشابهٌ ومشهور بين الذكور والإناث، فهذا محرم، وسلوك شاذ، مخالف للفطر السليمة، ناشئ عن ضعف الإيمان وفراغ القلب، وحرمان من العاطفة المباحة.

وما فهمته من رسالتك أختي الكريمة، أن تعلقك شديد بهذه الفتاة، وقد تجاوز الحد المشروع وانتقل إلى الحد المحرم، وتجاوز حبك لها حبَّ الصديقة لصديقتها، فصرت ملازمة لها ولحديثها، رافضة لفكرة زواجها، ولمواجهة هذه المشكلة وحلها استعيني بما يلي:

أولا: قوّي عُرى إيمانك بالله بالأعمال الصالحة، وإدراك الأجور بالإقبال على نوافل الطاعات، والتقرب إلى الله بالعبادات، فقد ورد في الصحيح: «قال تعالى: ما تقرب إليَّ عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلـيَّ بالنوافل حتى أحبه- فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها».

ثانيا: توجّهي بقلبك وعقلك وجوارحك لمعرفة حقيقة الحب في الله والبغض في الله، حينها ستدركين سلوةً ولذةً دائمة لا تعادلها كل الملذات، فقد ورد في أحاديث كثيرة بيان فضل الحب في الله، ومنها: ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين فيَّ والمتجالسين فيَّ والمتزاورين فيَّ والمتباذلين فيَّ».

ثالثا: اختلي بنفسك لمحاسبتها، ولتقيِّمي الحب الذي يربطك بهذه الفتاة، وتوجهينه التوجيه الصحيح في المقصد والهدف.

رابعا: درِّبي نفسك على عدم اتباع كل ما تشتهيه وتهواه، ممّا هو مخالفٌ لكتاب الله، معارضٌ لسنة نبيه، موقعٌ في الحرام، لأن أعدى عدوٍّ للمرء شيطانه وهواه، ومن نصر هواه وما تشتهيه نفسه فسد عليه عقله ورأيه، فالصواب أن لا إفراط ولا تفريط، ولا إسراف ولا تقصير، ولا ضررَ ولا ضِرار، والمبالغة في الشيء موقعٌ في المحظور، والمبالغة في الحب موقعٌ في العشق المحرم.

خامسا: تعلَّمي في الحياة كيف تنجحين ولا تخسرين حتى ولو كان مشروع صداقة، فلا تستحق علاقتك بهذه الفتاة ما يدعوك لتقدِّمي كل رصيدك من الوقت والعاطفة والعقل، وكل ما تمتلكينه من مقومات شخصيتك، ماذا تبقَّى لك إذًا لبناء مستقبلك، ولتحقيق أهدافك بالحياة، وماذا خزنت للمراحل المقبلة؟

سادسا: استغلِّي أوقات فراغك فيما ينفع، ووظفي طاقة شبابك لإنجاح مشاريعك وغاياتك وأهدافك، لأن الفراغ والصحة والمال ثالوث مدمر إذا لم يُوجَّه التوجيه السليم.

سابعا: اعملي على أن تكسبي محبة صديقة لا خليلة، لأن كل محبة أو إعجاب أو تعلُّق للقلب بغير الله لغير الله، تنقلب عداوة يوم القيامة مصداقا لقوله تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 67]، وأحسني اختيار من ترافقين وتلازمين مجلسها من الرفقة الصالحة والصحبة الطيبة، فعن أبي سعيد أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي»، وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل».

ثامنا: أشبعي عواطفك بمحبة رحمك، وتزودي لغذاء روحك من حنان والديك، ومحبة إخوانك وأخواتك، وعالجي نفسك بمرهم برهم وطاعتهم وصدق محبتهم، فلن تجدي أصدق ولا أخلص من محبتهم، وما تعيشينه ليس إلا تعويض عن حرمانك أو عدم اكتفائك من الحب والحنان والاهتمام الأسري.

تاسعا: تجنبي مشاهدة البرامج الساقطة، ومطالعة القصص والروايات المؤججة للعواطف وللنزوات، وما تعرضه وسائل الإعلام بأنواعها مما يؤجِّجُ في الفتاة مشاعر الحب، وينحرف بها عن صفاء سريرتها، واستقامة أخلاقها.

عاشرا: إذا أتاك من ترضين دينه وخلقه، واستخرت الله في أمره واستشرت أهلك في الاقتران به تزوجيه، فإن الزواج في حالتك وحالة رفيقتك وجاء، ويحقق لكما السعادة، والطمأنينة، وإشباع الشهوة عن طريق الحلال، لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا أتاكم من تَرْضَوْنَ خلقه ودينه فزوجوه، إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض».

وأخيرا: أنصحك أخيتي الكريمة بالإكثار من دعاء الله تعالى، في مواطن استجابة الدعاء، لأنه لا يرد القضاء مثل الدُّعاء.

أما بخصوص الأدعية للزواج، فلم يثبت في هذا الباب من مأثور الدعاء من الكتاب والسنة، إلا أن كل دعاء رفعته لله تعالى، مخلصةً النية والقصد، تائبةً عابدة، منيبةً خاشعة، طاهرةًً من الذنوب والخطايا، يتقبله الله ويعجل باستجابته، لقوله الله تعالى في سورة الطلاق: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}.

كذلك احرصي على قيام الليل خاصة الثلث الأخير منه، واختاري أفضل أوقات استجابة الدعاء، ففي الجمعة ساعة من أدركها كان له ببركتها استجابة دعوته، وبين الآذان والإقامة، وحين نزول الغيث، وفي السجود، وعقب الصلوات المكتوبات، وعند إفطار الصائم.. ساعات مباركة للاستجابة.

واذكري الله تعالي بمدحه والثناء عليه، بما يستحقه من جلال قدره وعظيم سلطانه، وصلِّي على سيدنا محمد صلى الله علية وسلم، والزمي تقواه ما استطعت، واستغفاره فإنه من أعظم أسباب الاستجابة، والدعاء بسيد الاستغفار فقد قال صلى الله عليه وسلم: «سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. قال: ومن قالها من النهار موقنا بها، فمات من يومه قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها، فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة».

ثم أذكري حاجتك بكل دعاء تعرفينه، أو تحفظينه من أدعية أتت على لسان أنبيائه، وأصفيائه من خلقه وأوليائه، لعل الله يدركك فضلها، كدعاء زكريا عليه السلام في سورة آل عمران: {رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ}، وفي سورة الأنبياء: {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ}.

وزيِّني دعاءك بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى، وباسمه الأعظم الذي إذا دُعِي به أجاب، فعن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، أنت الحنان، بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد سألت الله عز وجل باسمه الأعظم، الذي إذا دُعِي به أجاب، وإذا سُئِلَ به أعطى»، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم إني أسألك باسمك الطاهر، الطيب المبارك الأحب إليك، الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، وإذا استرحمت به رحمت، وإذا استفرجت به فرجت»، قالت: وقال ذات يوم: «يا عائشة هل علمت أن الله قد دلني على الاسم الذي إذا دعي به أجاب؟» قالت: فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي فعلمنيه، قال: «إنه لا ينبغي لك يا عائشة» قالت: فتنحيت وجلست ساعة، ثم قمت فقبلت رأسه، ثم قلت: يا رسول الله علمنيه قال: «إنه لا ينبغي لك يا عائشة أن أعلمك إنه لا ينبغي لك أن تسألين به شيئا من الدنيا» قالت: فقمت فتوضأت: ثم صليت ركعتين، ثم قلت: اللهم إني أدعوك الله، وأدعوك الرحمن، وأدعوك البر الرحيم، وأدعوك بأسمائك الحسنى كلها ما علمت منها وما لم أعلم، أن تغفر لي وترحمني، قالت: فاستضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: «إنه لفي الأسماء التي دعوت بها».

وعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال: خرج الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال: «من كانت له حاجة إلى الله تعالى أو إلى أحد من بني آدم، فليتوضأ فليحسن الوضوء، ثم ليصل ركعتين، ثم ليثن على الله، وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، والفوز بالجنة، والنجاة من النار، لا تدع لي ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين».

واحرصي على أن تختمي دعاءك بالدعاء للأقربين والأصدقاء والمسلمين جميعا، ثم ذكر الله وحمده والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم.

أسأل الله العلي القدير أن يحصنك بحصن الإيمان، ويحفظك بحفظ القرآن، ويعفك بعفة الزواج، ويزرع في قلبك حبه وحب من يحبه وحب كل عمل يقربك منه، ويعيذك من الشر وأهله ومن الشيطان وحزبه.

الكاتب: صفية الودغيري.

المصدر: موقع المسلم.